الأربعاء، 29 أغسطس 2012

سوريا.. ضحية الإعلام والمبادرات

المتابع للأخبار التي تبثها السوسة “فضائية العالم الإيرانية” عن الأوضاع في سوريا يعتقد أن القصة ستنتهي خلال يومين على الأكثر بانتصار نظام الرئيس السوري بشار الأسد والقضاء على المقاومة السورية والثوار قضاءً مبرماً، و«تطهير” المناطق من مقاتلي الجيش الحر.
فالأخبار عن تقدم قوات النظام السوري لا تتوقف والتقارير الإخبارية لهذه الفضائية كلها تشير إلى تفوقه على “الإرهابيين والمندسين”. ومن يتابع قناتي “الجزيرة” و«العربية” وهي تغطي أخبار الثوار السوريين يعتقد أن القصة ستنتهي بالسرعة نفسها، بانتصار الثورة والقضاء على الأسد ونظامه قضاءً مبرماً، حيث الأخبار تتواصل عن تقدم في مختلف الميادين لهذه القوات.
إعلامان متناقضان يسعى كل منهما إلى إقناع العالم أن الطرف الذي يؤيده هو من ستؤول الأمور إليه، وأن الطرف الآخر هو الذي يرتكب المجازر في حق الإنسانية، وبالتالي فإنه لا يستحق الحياة. ولو تم جمع الأعداد التي يعلن عنها الطرفان المتخاصمان والفضائيات الداعمة لهما لتبين أن عدد القتلى السوريين يومياً يتجاوز المئات.
ما هو حادث في سوريا يمكن تصويره بفريقين لكرة القدم يتباريان في استاد مليء بالجمهور، الجمهور بعضه يؤيد هذا الفريق وبعضه يؤيد الفريق الآخر، وعندما يسجل هذا الفريق هدفاً يرقص جمهوره فرحاً وطرباً، وعندما يسجل الفريق الآخر هدفاً يرقص جمهوره ويمتلئ سروراً، مع فارق أن قوات النظام السوري وقوات الجيش الحر لا يسجلون أهدافهم بإدخال الكرة في مرمى الخصم، ولكنهم يقتلون بعضهم البعض، أما جمهورهم فيفرح إن كان القتلى من الطرف الآخر، من دون أن يعيروا أي انتباه إلى أن القتلى من الجانبين سوريون، وأن الخسارة تتكبدها سوريا.
بل إن الأخبار التي تبث عبر الفضائيات تشعر المتلقي إن كان من مؤيدي النظام أنها تستحق أداء ركعتي شكر، فالقتلى هم من مناوئي النظام والشبيحة، أو تشعر المتلقي إن كان من مؤيدي الجيش الحر والمعارضة بأداء ركعتين إن كانت الأخبار في صالحهم فالقتلى من عناصر النظام!
في القنوات المؤيدة للنظام السوري والمدافعة عنه يصوغون أخباراً تمكن قوات النظام من قتل بعض عناصر الجيش الحر بطريقة تشعرك بأنهم يفتخرون بقيامهم بتلك العملية ويصورون لك الأمر على أن جيش النظام قاب قوسين أو أدنى من النصر، والقنوات المساندة للجيش الحر والمدافعة عنه، يصوغون أخباراً تمكن قوات الجيش الحر من قتل بعض عناصر النظام بطريقة تشعرك بأنهم يفتخرون بقيامهم بتلك العلمية، ويصورون لك الأمر على أن الجيش الحر قاب قوسين أو أدنى من النصر.
هؤلاء يفرّحون جمهورهم بأخبار قتل عدد من السوريين، وأولئك يفرّحون جمهورهم بأخبار قتل عدد من السوريين، أما الجمهور المحايد والمراقب لما يدور في الساحة السورية فلا يملك إلا أن يبدي أسفه على ما يرى، وعلى هذا الشعب الذي تزداد أعداد قتلاه ومشرديه يوماً بعد يوم، بل ساعة بعد ساعة، ويرى أمامه وطناً يلفظ أنفاسه أمام مرأى ومسمع عالم لا يقول إلا ما معناه “مساكين.. ما يستاهلون”!
التطورات في الساحة السورية تنذر بالأسوأ، ومن الواضح أن أي مبادرات من أية جهة تجيء لا تزيد الوضع في هذا البلد إلا تفاقماً، ذلك أن أية مبادرة من أي جهة كانت لابد أن يميل أصحابها إما إلى هذا الفريق أو إلى ذاك. فالمبادرة التي أعلنت عنها إيران لا يمكن أن تجد إلا الرفض حتى قبل العلم بتفاصيلها، لا لشيء إلا لأن إيران في الأساس تقف إلى جانب أحد الطرفين المتنازعين وتشجعه وتهتف له، وترقص طرباً للأخبار التي تعلن عن تمكنه من قتل أعداد من الطرف الآخر.. وكذا الأمر لو جاءت المبادرة من الأطراف الأخرى.

الأحد، 8 يوليو 2012

الحكومة و«الاعتداء» على الطفولة!

قطرة وقت

الحكومة و«الاعتداء» على الطفولة!

فريد أحمد حسن
fareedesa@hotmail.com صحيفة الوطن - العدد 2378
الأيام الأخيرة شهدت مواقع التواصل الاجتماعي حملة واسعة للضغط باتجاه الإفراج عن طفل محتجز لاتهامه بالتورط في سلوكيات خاطئة من نوع المشاركة في إشعال النار في إطارات السيارات ورمي الحجارة على رجال الأمن. بغض النظر عن تفاصيل قضية الطفل المعني فإن اللوم أولاً وأخيراً يقع على الوالدين -أي والدين- اللذين ينبغي أن يحاسبا على السماح لطفلهما المشاركة في أعمال لا تتناسب والأطفال، حيث عليهما إن لم يمتلكا السيطرة على قرار طفلهما أن يبينا له على الأقل أن مشاركته في هكذا أعمال ستعرضه لمشكلات كثيرة وأنه سينال العقاب وقد يتم احتجازه حيث يتم احتجاز الأحداث. أما بعد أن تقع الفاس في الرأس فإن كل شيء لا يفيد والكلام عن أن المتورط “مجرد طفل” لا ينفع، وبالتأكيد لا قيمة لأي استثارة للعواطف لأن اللوم أولاً وأخيراً يقع على الوالدين وعلى أولئك الذين دفعوا الطفل “للخطوط الأمامية.. في ساحة الوغى”! وسمحوا لأنفسهم بشحن ذلك الطفل وتوصيله إلى المرحلة التي يشعر فيها أنه “رجل” وأنه “شجاع”. لا أتحدث عن الطفل علي أو حسن ولكنني أتحدث عن الأطفال الذين تنتهك طفولتهم بهذه الطريقة ثم السعي لإخراجهم من الورطة بالحديث عن الطفولة وأهمية حمايتها واتهام الحكومة بأنها لا تراعي الطفولة وحرمتها. ترى أين هم أولياء أمور الطفل المتورط في سلوكيات لا تتناسب والطفولة عندما رأوه وهو يتجاوز مساحته وحدوده؟ أين هم أولئك الذين انبروا يغردون ويستثيرون العواطف لاتخاذ موقف ضد السلطة التي رأت انتهاكهم للطفولة فأرادت تصحيح الخطأ؟ أين هم أولئك الذين صاروا يصرخون بكل ما أوتيت حناجرهم من قوة ويقولون إن المكان الطبيعي للطفل المحتجز هو “حضن والديه” قبل أن يورطوه في مثل هذه السلوكيات؟ في حالة الأطفال الذين يتورطون في أعمال مثل حجز الشوارع وحرق الإطارات ورمي الآخرين بالحجارة وما إلى ذلك من أعمال عدائية فإن المنتهك حقوقهم هم أولئك الذين سمحوا لهم بممارسة تلك الأفعال أو دفعوهم إليها لأنهم هم من انتهك حقوق أولئك الأطفال باستغلالهم مثل هذا الاستغلال البشع، فالطفل مكانه حضن والديه كما قالوا ولكن ليس بعد أن يتورط وإنما قبل ذلك! دفع الأطفال لممارسة مثل هذه السلوكيات التي لا تتناسب مع الطفولة ثم شن حملة ضد الجهات ذات العلاقة التي احتجزتهم يعني أن هؤلاء الأطفال ضحايا تفكير أعوج يريد استغلالهم في الميدان ثم استغلال “قضاياهم” إعلامياً ضد السلطة التي من واجبها حماية أولئك الأطفال عبر حجزهم وتعديل سلوكهم، وما التركيز على استخدام كلمة “اعتقال” والقول إن الحكومة “تعتقل” الأطفال إلا دليلاً على أن هؤلاء يستغلون أولئك الأطفال لخدمة قضايا لا يعلمون عنها شيئاً. كان الأحرى بالجمعيات السياسية أن تسعى إلى منع استغلال هؤلاء الأبرياء واستغلال الطفولة مثل هذا الاستغلال البشع، وكان الأحرى بالذين كلفوا أنفسهم عناء التغريد عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن يطالبوا هؤلاء بالتوقف عن هذا السلوك المنتهك للطفولة فهو أجدى من التغريد لإطلاق سراح مثل هؤلاء الأطفال بعد أن يكونوا قد دخلوا تجربة ما كان ينبغي أن يدخلوها. إن اللوم كل اللوم يقع على من دفع بهؤلاء الأطفال لممارسة سلوك لا يليق بهم، واللوم كل اللوم يقع على أولياء أمور أولئك الأطفال الذين سمحوا لأنفسهم كي لا ينتبهوا لأطفالهم وتفضيل التباكي بعد أن يكونوا قد تورطوا. اللوم بدرجة أقل أو أكثر يقع على المعنيين بالطفولة في هذه البلاد حيث لم نر منهم أي موقف يدين على الأقل هذا الاعتداء الصارخ على الطفولة عبر استغلال الأطفال وإدخالهم في مساحة مخصصة للكبار.

السعيدي يتهم الجمعيات بالتحريض على ولاة الأمر



فريد أحمد حسن -   

 بعد استنكار جمعية العمل الوطني الديمقراطي ''وعد'' اعتقال أو حجز عضوها عبدالله حسن بوحسن ومن ثم الإفراج عنه بضمان مكان إقامته صدرت تصريحات من بعض أفراد عائلته نشرت عبر إحدى الصحف الزميلة وأخرى من النائب الشيخ جاسم السعيدي. ودونما شك فإن التصريحات صدرت من أناس لهم علاقة بصاحب المشكلة، فتصريحات الجمعية صدرت باعتباره عضوا فيها ومن الواجب عليها الدفاع عنه، وتصريحات أفراد عائلته جاءت أيضا في سياق الدفاع عنه وحمايته وتبرير موقفه، إلا أن بعض ما جاء في التصريحات المنسوبة إلى الشيخ السعيدي بدت لافتة وتضمنت اتهامات خطيرة لجمعية ''وعد'' وأمينها العام إبراهيم شريف والجمعيات السياسية بشكل عام (طبعا باستثناء تلك التي تتوافق مع قناعاته).

وبعيدا عن الاختلاف في الوصف بين قول الجمعية إن عضوها عبدالله اعتقل وبين قول بعض أفراد عائلته في مجلس السعيدي إنه إنما تم استدعاؤه فقط، وما ذكر على لسان أفراد من عائلته أنها ''تعلن الولاء للقيادة السياسية وأنهم معهم في خندق واحد'' وأن ''طاعة القيادة واجبة وأن هذا هو معتقد أهل السنة والجماعة'' وأن ''ولاءنا مطلق ولن نحيد عنه أبدا'' فإن قول الشيخ السعيدي إن الجمعيات السياسية تحرض الشباب على ولاة الأمر تحت مسميات الحرية والشفافية قول يعني أن جمعية ''وعد'' والجمعيات السياسية غير المتفقة معه تعمل ضد القيادة، فهل هذا صحيح؟
في اعتقادي أن هذا سؤال مهم للغاية لأنه يعني بين ما يعنيه أن المنتمين للجمعيات السياسية التي هي على غير ود مع الشيخ السعيدي يعملون ضد القيادة ويحرضون الشباب عليها، وهذا أمر غير صحيح لأن الجميع هنا في البحرين يعترفون بالقيادة ولا أحد ينازع العائلة الحاكمة في هذا الأمر ولولا هذا لما تم الاتفاق على ميثاق العمل الوطني.

لكن القبول بالقيادة لا يعني حرمان المواطنين من إبداء الملاحظات وتوجيه النقد للحكومة والتعبير عن الرأي، الذي كفله الدستور وإلا تحولت البحرين إلى صف دراسي من صفوف الستينيات وما قبلها، بل إن القيادة ذاتها لا تقبل بمثل هكذا وضع، ويمكن لمن يريد مراجعة خطابات جلالة الملك التي يؤكد فيها أنه يعتز بآراء الجميع ويهتم بها.

من هنا يتبين أن الجمعيات السياسية بما تقوم به من عمل وتدلي به من تصريحات إنما تمارس دورها الذي أتاحه لها الدستور وميثاق العمل الوطني والقانون، وهي عندما تنتقد أو تناقش أو تطالب فإن ما تقوم به لا يدخل ضمن تحريض الشباب على ولاة الأمر.
جميل من الشيخ السعيدي باعتباره نائبا أن يستقبل المواطنين ويستمع إلى مشكلاتهم وآرائهم وجميل منه أن يبدي التعاطف معهم ولكن ليس مقبولا أبدا التحريض على الآخر وتوجيه الاتهامات يمنة ويسرة وإصدار التعميمات، فما يعتبره الشيخ السعيدي تحريضا على ولاة الأمر هو واحد من المكتسبات التي ناضل من أجلها شعب البحرين طويلا، وكان لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة دور مهم في تحقيقها وبالتالي فإنه لا يمكن منطقيا أن يحرض الناس الذين هم ينتمون إلى الجمعيات السياسية على الملك، الذي هو ولي الأمر ويعترفون به ويجلونه ويقدرون دوره التاريخي.

ما صرح به الشيخ السعيدي يعني أنه يريد خلط الأوراق ليس إلا، فدفاع جمعية وعد عن عضوها عبدالله بوحسن يدخل ضمن الأمور الواجبة عليها وهي لو لم تفعل تكون ملامة ومقصرة، وممارسة الشباب للعمل السياسي والانخراط في الأنشطة المتعلقة به واحد من حقوقهم التي يوفرها لهم الميثاق والدستور ويصر جلالة الملك على ممارستها وكذلك يفعل سمو رئيس الوزراء وسمو ولي العهد.

ليس صحيحا أن القيادة تريد من الشباب ومن المواطنين عموما أن يوافقوها على كل ما تقوم به أو تقوله وأنهم إن فعلوا عكس ذلك اعتبرتهم من المحرضين أو ممن يشقون عصا الطاعة عليها بل على العكس هي تريد أن تعرف ماذا يقولون وكيف يفكرون وماذا يريدون وما هي آراؤهم في كل ما هو مطروح على الساحة من أمور ومشكلات لأنه باختصار لو أن القيادة تريد مثل ما يريده البعض ممن يوافق الشيخ السعيدي على قوله وتفكيره فإن هذا يعني أنها إنما تريد أن تحارب المشروع الإصلاحي الذي جاءت به وهذا غير معقول.

على مسؤوليتي أقول إن القيادة ممثلة في جلالة الملك وسمو رئيس الوزراء وسمو ولي العهد ينظرون إلى كل مواطن على أنه طاقة موجبة همه خدمة الوطن، وهم يحترمون رأيه ويقدرونه ويأخذون به إن كان يخدم الوطن والمجتمع البحريني وهم لا يعتبرون العمل السياسي عبر الجمعيات السياسية إلا رافدا يدفع في اتجاه تطوير البلاد ودعم القيادة لا التحريض عليها.

ليست عائلة عضو وعد وحدها من تؤكد الولاء المطلق للقيادة ولكن كافة العوائل البحرينية، وليس بين الجمعيات السياسية في البحرين من هي ضد القيادة أو تحرض على ولاة الأمر ففي هذا الصدد توجد تصريحات كثيرة وتأكيدات عبر الكثير من البيانات التي صدرت في مناسبات مختلفة، ولكن الولاء للقيادة لا يعني في أي حال من الأحوال عدم إبداء الرأي أو التوقف عن العمل السياسي فهذا باختصار ضد المشروع الإصلاحي الذي جاء به جلالة الملك والجميع يريد له النجاح المستمر.

ليس في دفاع ''وعد'' عن عضوها تحريضا ولكن فيه ممارسة حق تدعو القيادة إلى ممارسته.
 
صحيفة الوقت
‏25 ‏يونيو, ‏2008 

الأربعاء، 4 يوليو 2012

في نجاح المرأة البحرينية .. لميس ضيف مثالاً

قطرة وقت
في نجاح المرأة البحرينية .. لميس ضيف مثالاً

فريد أحمد حسن
لا أعرف كم هو عدد مشاهدي قناة الراي الكويتية ولكنني أتوقع أنه بالملايين كونها فضائية وكونها تعرض المميز من البرامج بأنواعها والمسلسلات منذ انطلاقتها قبل حين غير بعيد حيث تحرص هذه القناة على التعاقد مع الوجوه المعروفة في مختلف المجالات الدينية والاجتماعية والفنية وغيرها وتهتم بالحصول على امتياز لعرض مسلسلات جماهيرية ذات مستوى راق. وبناء على هذا التوقع أقرر إن صاحبة (على الوتر) الزميلة لميس ضيف قد تمكنت من توصيل جانب من أفكارها وهمومها الصحافية إلى عدد كبير من الناس حول العالم خصوصا أنها اختارت أن تطرح عبر برنامجها (ملفات محظورة) موضوعات مسكوتا عنها ولا يجرؤ إلا القليلون على طرحها، فكان خيارها الذكي الذي يسر دربها للوصول إلى المشاهد/ القارئ رغم أن البرنامج هو تجربتها الأولى في مجال التلفزيون .
المعلومات التي توصلت إليها فيما يخص قناة الراي هي أنها مشتركة في برنامج يربطها بالأقمار الصناعية يتيح لها معرفة أعداد الذين اختاروها في أي بقعة يصل بثها إليه، هذا البرنامج يسجل نقطة لصالح القناة ولصالح البرنامج الذي اختاره المشاهدون فتحصل القناة باستمرار على نسبة المشاهدين الذين اختاروها ونسبة كل برنامج وهو معيار علمي دقيق يبين للقناة أي البرامج ناجح وأيها غير ذلك .
فيما يخص الزميلة لميس ضيف تبين من مصدر موثوق أن برنامجها (ملفات محظورة) الذي استمر عرضه على مدى دورة تلفزيونية كاملة (الدورة ثلاثة أشهر وتتضمن عادة ثلاثة عشر حلقة ) ازداد عدد المشاهدين له حلقة بعد حلقة وأنه في الحلقات الأخيرة وصل إلى النقطة السابعة على مقياس حددته القناة يتكون من عشر نقاط وهو بهذا كما أعتقد يتجاوز ما كان قد وصل إليه البرنامج الجماهيري الشهير للدكتورة فوزية الدريع ويكاد أن يصل إلى النقطة الثامنة التي تصلها عادة المسلسلات القوية التي تبثها القناة .. وهو يعني باختصار نجاح الزميلة في باب آخر من أبواب الإعلام يؤهلها لدخوله ما حباها الله به من جمال ومن موهبة ومن جرأة ومن حب للناس وخدمتهم وقلب يتعاطف مع قضاياهم ويحاول أن يستوعب مشاكلهم ويعبر عنها بطريقته.
ما حققته لميس من نجاح عبر برنامجها التلفزيوني الأول ينبغي الإشادة به فهو نجاح للمرأة البحرينية ونجاح للصحافي البحريني، كما ينبغي تشجيعها للاستمرار في هذا المجال وهو الدور المنوط بتلفزيون البحرين الذي أعرف مسبقا أنه لن يستطيع مجاراة تلفزيون الراي أو غيره من الفضائيات الخاصة سواء فيما يخص الدعم أو الراتب أو حتى ''الريج الحلو'' ولكنه دور ينبغي أن يمارسه ''تلفزيون العائلة العربية'' سواء مع الزميلة لميس أو مع غيرها من أصحاب المواهب الذين يحتاجون قبل كل شيء إلى منحهم الثقة إلى جانب توفير هامش يتيح لهم التعبيرعن أفكارهم ودواخلهم بجرأة لم يعد مقبولا اليوم الفرار منها.
هذا فيما يخص نجاح الزميلة في المساحة الجديدة التي غامرت بالدخول إليها، أما فيما يخص مقالها في ''الوقت'' فأقول إنه ليس من كاتب مقال إلا وتغمره الفرحة كلما ارتفعت أرقام الداخلين إلى مقاله عبر الموقع الإلكتروني للجريدة، فهذا مؤشر صحي بالنسبة للكاتب ويعني أنه مقروء ومؤثر وأن القراء يتابعونه ويهمهم معرفة رأيه وموقفه عبر ما يكتب ومعرفة كيف يفكر ويعني أيضا أنه سبب في انتشار الجريدة التي يكتب فيها وزيادة مبيعاتها. أما المؤشر الصحي الآخر فهو كم التعليقات التي تصل عبر الموقع الإلكتروني على المقال سواء المؤيدة لما جاء فيه أو التي تختلف معه وتعارضه وهو يعني أنه توجد قناة اتصال مفتوحة بينه وبين القراء ويعني بالضرورة أنه كلما ارتفعت أرقام الداخلين إلى المقال وكلما زادت التعليقات عليه كلما كان الكاتب ناجحا ومنتشرا.
كمتابع لأعداد الداخلين على مقالات الكتاب بجريدة ''الوقت'' عبر لوحة التحكم ومثل أي كاتب تنتابني فرحة بارتفاع أعداد القارئين لمقالاتي والمعلقين عليها بغض النظر عن قبول أو مخالفة الرأي المطروح، لكنني كمسؤول في الجريدة يمتلئ قلبي فرحا كلما لاحظت ارتفاع أعداد الداخلين على مقالات زملائي الكتاب المنتمين لها وكلما زادت التعليقات على مقالاتهم فرحت، فنجاحهم نجاحي، والأرقام في هذا الصدد في ارتفاع مستمر بالنسبة لعدد من الكتاب تتقدمهم الزميلة لميس ضيف فهي صاحبة الأرقام الأعلى حتى الآن ويتجاوز عدد الداخلين على بعض مقالاتها السبعة آلاف قارئ في يوم واحد بينما يتجاوز التعليقات على بعضها المئة والعشرين تعليقا.
من دون شك أفتخر بأن تصل أرقام أحد كتاب ''الوقت'' هذا الحد وتتجاوزه، ويزداد فخري أن يتصدر القائمة امرأة بحرينية .. وأختم بالقول إنني لست الوحيد الذي يرى أن الزميلة لميس ضيف موهبة تحتاج إلى رعاية حقيقية من قبل الجهات المعنية بالإعلام في البحرين ولست الوحيد الذي يعترف بنجاحها .. كما أنني بالتأكيد لست الوحيد الذي يحسد فضائية الرأي عليها.

شعبنا العجول

قطرة وقت
شعبنا العجول

فريد أحمد حسن
لا أحد يستطيع أن ينكر كم ونوع المنجزات التي تحققت في السنوات العشر الأولى من عهد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وفي السنوات التسع التي مرت على إقرار ميثاق العمل الوطني. فهي إنجازات كثيرة ونوعية وملموسة، ولا أحد يستطيع أن ينكر التحول الكبير الذي تم في هذه السنوات ولفت انتباه العالم أجمع إلى ما أحدثه عاهل البلاد من تغيير في سنن السياسة بجرأته، أما منكر كل هذا فليس إلا جاحد ناظر إلى الأمور بعين ضيقة سالبة لا يملؤها إلا التراب.
ومع هذا فلو سأل أحدنا أي مواطن عن المنجزات لقال من دون تردد إنها ''جيدة ولكن المطلوب أكثر'' وهو هنا في اعتقادي إنما يعبر عن التعجل الذي صار سمة الشعب البحريني الذي بدا منذ تسلم عاهل البلاد مقاليد الحكم وكأنه يعتقد أن بيد الملك عصا سحرية تيسر له تحقيق كل شيء بضربة واحدة وأن كل ما على الشعب فعله هو الإعراب عن رغبته في شيء ما ليتحقق له ما يشاء في التو واللحظة.
في كل بقاع العالم، بعض المشروعات لتتحقق وتتحول من حلم إلى واقع وحقيقة تحتاج إلى قرار من القيادة، ومع هذا فإن عدم توفر الأموال اللازمة يعيق تنفيذها أو يؤخره، ولكن هناك من الأمور ما لا يمكن أن تتحقق بقرار من القيادة حتى في وجود المال لارتباطها بالحراك الاجتماعي، أي أنه لتتحقق هذه الأمور لا بد أن تأخذ مداها ولا بد أن تتغير العديد من الأمور حولها لتتحقق فهي تحتاج إلى زمن، فلا يمكن مثلا للمواطنين في البحرين تطبيق الديمقراطية وجعلها سلوكا لهم بقرار لأنه لا بد من أن يمروا بالكثير من التجارب والممارسات ليستوعبوا مثل هذا الأمر ويصبح جزءا من حياتهم وسلوكهم. فلا يمكن للرجل الذي تعود أن ينفرد باتخاذ القرار في بيته أن يتحول إلى رجل ديمقراطي يسمح لزوجته وعياله بتداول الأمور فيما بينهم ثم يتم اتخاذ القرار جماعيا أو يقر بالأغلبية بهذه البساطة، فهذا الرجل لا يمكن أن يصل إلى هذه المرحلة لمجرد صدور قرار من الدولة في هذا الخصوص، لأنه لا بد أن يمر بالعديد من المراحل ليتحول هذا الإنسان من حال إلى حال. هذا حراك اجتماعي يفرض نفسه على القرار.. الحراك الاجتماعي لا يتم بقرار.
لا يمكن للبحرين أن تتغير مئة وثمانين درجة في عشر سنوات، التغييرات حتى المادية منها لا يمكن أن تكون مئة في المئة. فالمدى الزمني قصير وهو في واقع الأمر استوعب أكثر مما يحتمل. ما تحقق منذ التوافق على الميثاق الذي هو رمز مرحلة الإصلاح ليس قليلا إلا في عيون أولئك الذين لا يستوعبون أمور الحراك الاجتماعي ويعتقدون أننا جالسون على كنز من المال يمكننا به أن نفعل المستحيل ونختزل الزمن.. وفي عيون أولئك الذين يعتبرون كل إنجاز مجرد حق تأخر فعله.
نحن نريد أن نحل مشكلة الإسكان في سنة واحدة، ونحل مشكلة البطالة في نفس السنة، ونحل كل مشكلاتنا في آن واحد، هذا لا يمكن، ليس في البحرين فقط ولكن في أي مكان في العالم، وتجارب البلدان غير البعيدة عنا واضحة أمامنا. بعض المطلوب إنجازه ويشكل حلما لا يحتاج إلا إلى قرار ومال لكن بعضه الآخر يحتاج إلى مدى زمني لا يمكن الإفلات منه.
عندما نضع هذا الأمر في مرمى عيوننا وعقولنا سنكتشف مقدار ما تحقق من إنجازات في السنوات التسع أو العشر الماضية وسندرك أنها ليست إنجازات عادية سواء تلك المتعلقة بحياتنا المادية أو المعنوية والتي منها على سبيل المثال لا الحصر حرية التعبير التي كانت قبل حين يمكن أن تودي بصاحبها إلى السجن.
لسنا في حاجة إلى تكرار ما قيل من قبل فيما يخص تبييض السجون وعودة من بقوا في الخارج والاستجابة إلى كثير من مطالب الشعب كالبرلمان وحرية الانتخاب والترشيح، ولسنا في حاجة إلى إعادة سرد ما حدث من تطورات إيجابية مباشرة بعد التوقيع على الميثاق، حيث الحاجة الفعلية اليوم أكبر إلى أن يمارس محبو هذا الوطن وشرفاؤه من غير المتأثرين بما يأتي من أفكار دخيلة على وطننا ومجتمعنا دورهم الذي ينبغي أن يمارسوه فيرفعوا صوتهم عاليا ليذكروا بما كنا فيه وما صرنا إليه وليزيدوا من مساحة الأمل لدى البعض الذي من الواضح أنه لا يزال غير مقتنع بما تحقق أو أنه غير مستوعب له.
هذه دعوة إلى كل من يعنيه الأمر من عقلاء هذا الوطن ليمارسوا دورهم المهم في تأكيد الحقائق التي يغطيها دخان الأفكار الدخيلة حينا ودخان الإطارات حينا آخر، فما تحقق من منجزات في هذه الفترة الزمنية القصيرة كثير بل كثير جداً.

في أفراح قوة دفاع البحرين

قطرة وقت
في أفراح قوة دفاع البحرين

فريد أحمد حسن
غدا صباحا يرعى صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى القائد الأعلى الملك حمد بن عيسى آل خليفة العرض العسكري الكبير الذي ستقيمه قوة الدفاع بقاعدة الصخير الجوية بمناسبة الذكرى العاشرة لتولي جلالته مقاليد الحكم ومرور 42 عاما على تأسيس قوة دفاع البحرين وهو حدث يعبر عن اهتمام القيادة السياسية «بالجاهزية العسكرية والتطورات التي تشهدها قوة دفاع البحرين على مختلف الأصعدة» كما جاء في البرقيات التي تبادلتها القيادة السياسية قبل أيام وتم فيها التأكيد على الدعم اللامحدود للقوات المسلحة «بما يمكنها من تولي المهام الوطنية الكبيرة المنوطة بها على أكمل وجه».
«تدريب وجاهزية واستعداد وتمسك بالمثل العسكرية العليا والتي تجعل صيانة الوطن ومكتسباته هي الأولوية الوحيدة لدى منتسبي قوة دفاع البحرين ضباطا وجنودا ليكونوا درع الوطن الواقي وحصنه المنيع». أساسات تفضل بذكرها صاحب الجلالة في البرقيات التي تبادلها جلالته مع أصحاب السمو الملكي رئيس الوزراء وولي العهد وأشاد فيها بالمستوى المشرف الذي وصلت إليه قوة الدفاع تدريبا وتسليحا وتنظيما.. وهي إشادة من خبير في العسكرية تفصل بين يوم تخرجه من كلية مونز الحربية للضباط في مدينة درشوت همبشاير بالمملكة المتحدة وبين تفضله بالثناء على ما وصلت إليه قوة دفاع البحرين، اثنتان وأربعون سنة هي عمر قوة دفاع البحرين التي أسسها إثر تخرجه في العام 1968 خبر فيها الحياة العسكرية حتى صار معلما فيها يشار إليه بالبنان.
فبعد تخرج جلالته وتحديدا في 16 فبراير/ شباط صدرت الإرادة السامية بتأسيس قوة دفاع البحرين في أوائل أغسطس/ آب من العام نفسه وصدرت الإرادة السامية بتعيين جلالة الملك «ولي العهد آنذاك» قائدا لهذه القوة فكانت بمثابة إعلان عن بدء مرحلة جديدة من مراحل العمل وخدمة الوطن.
ومنذ ذلك الحين تحققت منجزات عسكرية جعلت قوة دفاع البحرين في مصاف الجيوش المتقدمة بعدما حظيت عبر مسيرتها دائما بدعم ورعاية من القيادة، حيث كان الأمير الراحل طيب الله ثراه مهتما بها ويزودها دائما بأفضل وأحدث معدات العصر.
اثنان وأربعون عاما تم خلالها استثمار الكثير من الخبرات في قوة الدفاع أدت إلى قطف الكثير من الثمار منها، ليس أولها تخريج أفواج من الرجال ممن ينضوون تحت عنوان «حماة الوطن» «تم تخريج أول دفعة من المجندين الأغرار في العام 1969 فكانت النواة التي انبعثت منها مختلف الوحدات العسكرية المقاتلة والإدارية» وليس آخرها الدور الفاعل لأفراد قوة الدفاع كل في مجاله في هذا الوطن الذي يحمونه ويسهمون في تطويره. فدور ضباط وأفراد قوة الدفاع لا يقتصر على حماية الحدود والحفاظ على استقلال البلاد وصيانة أمنها وسيادتها والتصدي لأي عدوان أجنبي يقع عليها ولكنه يمتد إلى الداخل عبر تنشئة أجيال وتربيتها على حب الوطن وتقديم أرواحهم فداء له ولمليكه وعبر خدمات كثيرة يقدمونها، صحية وثقافية واجتماعية وغيرها.. ويتجاوز كل ذلك إلى التعاون العربي العسكري المشترك، لذا كان لقوة دفاع البحرين دور مهم في مختلف الأحداث التي مرت وتمر بها المنطقة، حيث سجلت صفحات مضيئة في مختلف تلك الأحداث التي توالت فتفاعلت معها كونها قوات نظامية متطورة تواكب متطلبات العصر الدفاعية بما عزز من مكانتها ومن قدراتها وأثبتت الجاهزية العسكرية التي هي سمة الجيوش الحديثة المدربة تدريبا عاليا ومميزا. ولعل أبرز الأمثلة دورها ضمن قوات العالم التي ساهمت في تحرير الكويت الشقيقة التي تعرضت لغزو آثم، حيث كان لها دور مهم وبارز، ودورها في العراق الذي استدعى ما استدعى لتحريره من نظام ورطه مع العالم أجمع وكان لها دور فاعل أيضا، وكذا الحال في أحداث أخرى ومواقف أثبتت قوة دفاع البحرين فيها قدراتها وعبرت عن جاهزيتها.. ونجاحها الذي أتى عبر سنين من الرعاية والاهتمام من لدن قيادة رشيدة.
لقد لخص جلالة الملك دور ومكانة وأهداف قوة دفاع البحرين في كلمة له تصدرت كتاب «إنجازات قوة دفاع البحرين» الذي تمت الاستفادة منه في كتابة هذا المقال، حيث قال: «إن إعداد الرجال المؤهلين عمليا وتعبويا وإمدادهم بأحدث الأسلحة وأفضلها يأتي في مقدمة اهتمامات قوة الدفاع لتكون دائما الحصن المنيع الذي يحمي ويساهم في المسيرة الحضارية التي يشهدها بلدنا العزيز».
مبروك لقوة دفاع البحرين عيدها الثاني والأربعين ومبروك لها احتفالها بمرور عشر سنوات على تولي قائدها العام ومؤسسها مقاليد الحكم في بحريننا الغالية. والله لا يغير علينا.

آيات قرآنية .. وتواير

قطرة وقت
آيات قرآنية .. وتواير

فريد أحمد حسن
وصلتني عبر بريدي الالكتروني رسالة من قارئ تحتوي صورا لأعمال إبداعية قام بها أفراد من بني البشر مصنوعة من (الكفرات) أي ‘’التواير’’، وهي أعمال فنية جميلة للغاية يمكن وضعها في الميادين العامة والحدائق وتعبر عن قدرة الإنسان على العطاء والإبداع، حيث أشار مرسلها الذي قدرت أنه من المتضررين مما يقوم به البعض ممن يطلقون عليهم اسم ‘’جهال’’ من حرق للإطارات في مناطق السكن والشوارع العامة، وأنه من إحدى القرى المتضررة من هذا الفعل القميء، إلى أن التعامل مع هذه المادة لهذا الغرض أفضل من التعامل معها بتلك الطريقة، حيث الفارق بينهما هو أن المبدع ‘’أحيا’’ التواير، بينما ‘’الجاهل’’ أماتها وسعى للإضرار بكل من هو قريب منها، فعطل حياته.
أما الآيات القرآنية، فيمكن لأي فرد أن يراها اليوم منتشرة في قرى ومدن عديدة، ففي بعض شوارع مدينة حمد مثلا يمكن في هذه الأيام مشاهدة مجموعة من الخطاطين ‘’الآسيويين’’ وهم مشغولون بنقش الآيات بأنواع من الخطوط العربية على جدران البيوت، ففي كل يوم ينضم إلى سلسلة الجدران التي تشرفت بكتابة الآيات عليها جدران جديدة. وهذا في واقع الأمر مشروع جميل لو تم تنفيذه حسب الأصول وروعيت فيه الجماليات وظل بعيداً عن الأيديولوجيات.
لا أدري من هي الجهة التي تقوم بهذا العمل، ولا أدري إن كانت تحصل على موافقة أصحاب البيوت قبل استغلال جدرانها (باعتبار أن هذا من حقهم)، ولكن الذي أراه هو أن تنفيذ المشروع يتم بطريقة همجية، حيث تتم الكتابة على الجدران من دون إعادة طلائها وبغياب للتنسيق العام للمنظر الذي يمكن الخروج به، فبعض الجدران كتبت عليها آيات يبرز خلفها كلمات لم يتم إزالتها بشكل دقيق من مثل (البرلمان هو الحل) وغيرها من عبارات ربما بعضها غير مقبول اجتماعيا، وأخرى حظيت بنظافة المساحة التي كتبت فيها الآيات، بينما لم يتم تنظيف الأجزاء الأخرى من الجدار، بينما غاب التناسق بين الجدران وما احتوته من خطوط وآيات حتى دخلت عليها جمل لا علاقة لها بالقرآن الكريم، وهو ما يربك ‘’المستهلك’’ الذي يستخدم الطريق، فلا يعرف أيها آيات وأيها حكم وأقوال.
حسب البعض، فإن المشروع يهتم بالناحية الجمالية ويسهم في تعزيز قيم جميلة ركز عليها الدين الإسلامي، ولكنه يهدف بالدرجة الأولى إلى التضييق على أولئك الذين يكتبون بعض الشعارات السياسية على الجدران، حيث المتوقع أنهم لن يكتبوا على الجدران طالما أنه نقشت عليها آيات قرآنية. ليس بالضروة أن يكون هذا التحليل صحيحا، ولكنه لو كان كذلك، فإنها تبدو فكرة طيبة ولو أن من يريد كتابة الشعارات (اللي بالي بالك) لن يعدم وسيلة، وفي اعتقادي أنه لن يتردد عن كتابتها حتى على الآيات، فالذي لم يمنعه القرآن بكل ما احتواه من سور وآيات عظيمة عن أذية الناس لن تقف في وجهه آيات نقشها ‘’آسيويون’’ يعتبرهم مقاسمين له في لقمة عيشه بطريقة همجية .. ولو أنه لا بأس من المحاولة لو كان بالفعل هذا هو الهدف الأساس للمشروع.
هل يمكن التغلب على فعل الكتابة الخاطئ على الجدران بنقش الآيات القرآنية وأبيات الشعر والحكم والرسومات الجميلة عليها؟ وهل يمكن التغلب على فعل الاستعمال الخاطئ للإطارات بقيام الفنانين بتسخيرها لإنتاج أعمال فنية كالتي أرسلها القارئ الكريم؟ أعتقد أنه يمكن فعل الكثير من الأمور الصحيحة التي من شأنها أن تخدم الوطن والمواطنين لو أنه سمح للعقل أن يعبر عن ‘’مشاعره’’ وابتعدنا عن تلك الأحلام التي زينها البعض للبعض .. واضحة نهايتها.
الكلام هنا عن الإعمار والتخريب، وشتان بينهما، الإعمار صعب، ولكنه ممكن، ويعود نفعه على الجميع، والتخريب سهل وممكن في أي وقت وبأي وسيلة، وضرره يصيب الجميع. الإعمار فن، ولكن يمكن للجميع أن يساهم فيه ولو بالكلمة، بينما التخريب خراب وهو من فعل فئة محدودة ضحك الشيطان عليها وصور لها الحياة جحيما و’’وزها’’ لتأكل التفاحة التي لن تخرجه وحده من الجنة. الإعمار لا يقوم به إلا المحب لوطنه وأرضه وناسه، بينما التخريب يقوم به من لا يحب الخير لوطنه وأرضه وأهله، أو أنه يريد لهم الخير، ولكنه أخطأ في اختيار الطريق الذي يوصله إلى هذا الشيء الجميل.
ليست إطارات السيارات المستهلكة وحدها التي يمكن تحويلها بالفن إلى ما يبهج النفس وإنما كل شيء يمكننا أن نهبه الحياة لو أردنا بما في ذلك الأدوات التي يتم استخدامها في تلك المواجهات التي تكررت حتى فقدت قيمتها و’’مزيتها’’ من حجارة وأسياخ حديد وحتى أعواد الكبريت التي يتم بها إشعال الإطارات.